الحرف والأسوق الشعبية
نبذة عن مجموعة من أروع الحرف والأسواق الشعبية
الحرف التقليدية
الصناعات والحرفية التقليدية في نجران :
تمثل الحرف والصناعات الجانب المنتج من حياة المجتمع حيث تتداخل الحرف في مدلولها العام مع مفهوم الصناعات التقليدية, فإذا كان الرعي والصيد والزراعة والتجارة والتطبيب من الحرف فإن الحدادة والصناعة والحياكة والنجارة تمثل الصناعات.
ولاشك أن نجران من المناطق الغنية بتراثها الحضاري الذي ورثته عبر مختلف مراحلها التاريخية والحضارية, ويظهر ذلك بوضوح في تعدد الفنون الشعبية, والحرف, والمصنوعات التقليدية التي تعكس ذوقا فنيا, وتراثا غنيا.
لقد تنوعت الصناعات والحرف في نجران, فشملت كل متطلبات الحياة اليومية، حيث تعددت أشكالها, وأحجامها, وألوانها, وموادها الخام حسب استخداماتها وأغراضها, ولعل تعدد وتنوع هذه الصناعات أدى إلى تنوع خصائصها الفنية التي عكست ذوق ومهارة الحرفيين, وتنوع ثقافاتهم, وأذواقهم.
الصناعات الفخارية :
تعد الصناعات الفخارية من أهم الصناعات قديما، ولا تزال تحظى بأهميتها حتى الآن, ودلت المعثورات من المواد الفخارية في نجران على أن هذه الصناعة كانت معروفة منذ الفترة السابقة لحضارة جنوب الجزيرة العربية حيث استمرت وتطورت مع مرور الوقت, واستفادت من التأثيرات الحضارية خلال فترة ازدهار عصر التجارة البرية في الجزيرة العربية مما أدى إلى تميزها, وبالرغم من أن صناعة الفخار في نجران خلال العصر الإسلامي المبكر جاءت انعكاسا للأنماط والسمات العامة لفخار حضارة جنوب الجزيرة العربية, وامتدادا لفخار الفترة البيزنطية فإنها أضافت طابعها المحلي الخاص الذي تمثل في ابتكار عناصر, وأنماط جديدة ميزتها عن غيرها.
لقد شهدت صناعة الفخار في العصر الإسلامي تطورا كبيرا أثمر عن وجود أنماط جديدة, تميزت بزخارفها الإسلامية الجميلة, وألوانها المتعددة تمثلت في الأنماط السائدة للفخار خلال العصر الأموي والعباسي. وفي نجران تم العثور على كميات من الفخار الملون, المزجج, والخزف الذي يحمل سمات وخصائص الفخار خلال هذين العصرين, في حين لا تزال صناعة العديد من الأواني الفخارية في نجران رائجة حتى الوقت الحاضر ومنها:
• البرمة: قدر للطبخ.
• التنور: فرن للخبز.
• الزير: وعاء لتبريد وحفظ الماء.
• المدهن: وعاء لتقديم الأكل.
• الجمنة: وعاء لإعداد القهوة
صناعة الحجر الصابوني :
تشير الدلائل الأثرية إلى أن الحجر الصابوني استخدم في صناعة الأواني منذ أواخر العصر الحجري الحديث. وفي موقع الأخدود الأثري تم العثور على كميات من هذا الحجر تنتمي إلى مختلف الفترات التاريخية والحضارية التي عاشتها المنطقة, وتمثل أجزاء من أبدان وحواف وقواعد لأوان مصنوعة من هذا الحجر الذي بتميز بقابليته للنحت والتشكيل, مكن الصانع من التميز في نحت وتزيين هذه الأواني بزخارف هندسية رائعة, وأمكن العثور على نماذج كثيرة لها في الأخدود, ولعل أهمية هذا الحجر استمرت حتى وقتنا الحاضر حيث لا تزال هذه الصناعة قائمة، ويعد المدهن من أهم مصنوعات الحجر الصابوني, ولا يزال يستخدم على نطاق واسع من قبل أهالي نجران حتى الآن.
الصناعات الخشبية
يعد الخشب من أقدم وأكثر المواد التي استخدمها الإنسان حيث تم استخدامه منذ العصر الحجري عندما كانت الفؤوس, ورؤوس السهام الحجرية تثبت في مقابض خشبية, ومنذ ذلك الحين تعددت المصنوعات الخشبية خلال مختلف العصور فشملت الأبواب, والشبابيك, والأواني المنزلية, والأدوات الزراعية والصناعية, وغيرها, ولعل توافر الأخشاب في الطبيعة, وسهولة استخدامها ساعد على تنوع مصنوعاتها, واستعمالاتها, ولا يزال الكثير من هذه المصنوعات تستخدم في نجران حتى الآن ،وتشمل الأقداح, والمكاييل, والصحاف, والصناديق, والسرر, وغيرها, والتي يتم تزيين العديد منها بالزخارف الهندسية, والكتابات, والقطع المعدنية.
الصناعات المعدنية
حظيت الصناعات المعدنية بأهمية كبيرة منذ اكتشاف المعادن التي تعد أكثر المواد قدرة على تحمل تبعات الاستخدام لفترة طويلة, وقد تعددت المعادن, وتعددت بالتالي استخداماتها، فشملت الأسلحة, والحلي, والأواني, والأدوات المختلفة, وغيرها, وفي نجران بقي العديد من الصناعات المعدنية قائمة بنفس أسلوب صنعها القديم، ومن أبرزها:
1. صناعة الخناجر والجنابي
تمثل صناعة الخناجر أبرز الصناعات التي لا تزال قائمة في نجران، وذلك لما تمثله الخناجر لدى أهالي المنطقة من أهمية بصفتها زيا تقليديا يحظى باهتمام كبير, وبالرغم من عدم العثور على خناجر خلال الحفريات الأثرية في نجران حتى الآن فإنها على الأرجح عرفت منذ فترة سابقة لحضارة جنوب الجزيرة العربية، وهذا ما تؤيده الرسوم الصخرية في منطقة بئر حمى ويدمه التي يظهر من خلالها الكثير من الأشخاص يتقلدون الخناجر والسيوف, ولقد كانت الخناجر قديما ترمز للشجاعة والرجولة, وتستخدم سلاحا للدفاع عن النفس, في حين استمرت حتى الآن رمزا للأصالة, ومصدرا للفخر, وزيا للمناسبات, ولذلك لا تزال صناعة الخنجر من أبرز الصناعات التقليدية القائمة ليس في نجران فحسب، وإنما في جنوب الجزيرة العربية بشكل عام كما هو الحال في اليمن, وسلطنة عمان, ويصنع الخنجر من الحديد بمقبض يصنع من قرون بعض الحيوانات, ويحلى بقطع فضية أو ذهبية, في حين يصنع الغمد من الخشب المغطى بالجلد أو بصفائح من الفضة, وأحيانا بهما معا, ويثبت الغمد في حزام من الجلد, وحاليا يوجد في نجران سوق تختص بصنع وصيانة وبيع وشراء الخناجر, ولا يزال يقوم بوظيفته لخدمة هذه الصناعة.
2. صناعة الحلي :
حظيت صناعة الحلي بأهمية كبيرة لدى معظم المجتمعات قديما وحديثا, وتنوعت مواد هذه الصناعة، فشملت المعادن النفيسة، ومنها الذهب والفضة, ومعادن أخرى، ومنها الحديد والنحاس والبرونز, إلى جانب الأحجار الكريمة, أو شبه الكريمة, ولعل ندرة وغلاء هذه المواد أدى إلى ارتباطها بالترف, واقتصر النفيس منها على فئات اجتماعية دون الأخرى.
ولقد اشتهرت جنوب الجزيرة العربية بتوافر العديد من المعادن والأحجار النفيسة التي تم استغلالها لصنع الحلي, وأدوات الزينة في جميع العصور, وبالرغم من أن الحفريات في موقع الأخدود الأثري كشفت عن القليل فقط من الحلي فإن صناعتها في جنوب الجزيرة العربية بشكل عام, وفي نجران بشكل خاص كانت من الصناعات المتميزة, واستمرت إلى عهد قريب, ولعل بعض المصنوعات القديمة منها لا تزال تستخدم حتى الوقت الحاضر. وقد تنوعت الحلي في نجران، فشملت القلائد المصنوعة من الخرز مثل الظفار, والعقيق الأبيض, والأسود, والأحمر, وكذلك اللؤلؤ, والزجاج, والجزع, وربما أضيف إلى بعضها عرى من الذهب أو الفضة, وتشكل الحلي المصنوعة من الفضة الغالبية العظمى من زينة المرأة في نجران، منها ما يوضع حول العنق على شكل قلائد مثل اللبة واللازم والصمط التي تحتوي على أهداب بأشكال مختلفة حسب ذوق الصانع, وتطلى بالذهب أحيانا, أو تطعم بفصوص بعض الأحجار الكريمة, ومنها ما يوضع على الرأس مثل الدنعة والحلق, بينما تتدلى الخرصان بجوار الآذان, كما تحلى الأيدي بالحداود والمطال التي تصنع على شكل أساور تحيط بالمعصم, في حين تحلى الأصابع بالخواتم, والأرجل بالخلاخل التي تحتوي أحيانا على أهداب تحدث رنينا في أثناء الحركة, كما يتم أيضا ارتداء الحزام حول الخصر. ومع أن الفضة هي المادة الرئيسية لصنع معظم هذه الحلي فإن بعضها ربما يصنع من الذهب، لكن في حالات محدودة ونادر, وربما تم طلاء الحلي الفضية بماء الذهب عوضا عن صنعها من الذهب الخالص.
لقد تميزت صناعة الحلي أكثر من غيرها بالتركيز على الجانب الفني والجمالي؛ لذلك تنافس الصاغة في العناية بالتفاصيل الدقيقة من خلال الزخارف الجميلة, وإضافة مواد مختلفة لنفس الحلية جعلت من بعضها قطعا فنية رائعة.
3. صناعة النسيج والحياكة :
شهدت صناعة النسيج في منطقة نجران تقدما ملحوظا وازدهارا كبيرا في عصورها الإسلامية, وكانت تمول معظم أجزاء الجزيرة العربية بالكثير من الألبسة والمنتوجات.
ومن الوثائق الأولية أن الرسول صلى الله علية وسلم كاتب أهل نجران حين دخولهم الإسلام على ألفي حلة ضمن ما كاتبهم عليه, ويروى أنه صلى الله عليه وسلم كفن في ثلاثة أثواب نجرانية. ونستنتج من الرواية الأولى وفرة إنتاج النسيج؛ الأمر الذي جعل الرسول صلى الله عليه وسلم يضمنه صدقات نجران, ونستنتج من الرواية الثانية جودة الصنعة، وهو ما دعا الصحابة - رضوان الله عليهم- إلى اختيار أثواب نجران على غيرها.
إذا كانت هذه حالة صناعة الأثواب والبرد, فلا شك أن صناعة غيرها من المنسوجات كانت سائدة, حتى مع غياب الشاهد المادي فيما كشف عنه من آثار المنطقة.
وقد شملت صناعة النسيج والحياكة في منطقة نجران خلال عصورها الإسلامية فنونا متنوعة, وتخصصات مختلفة, منها ما هو ضروري في حياة سكانها اليومية مثل الخدر والخيام والفرش والملابس, ومنها ما هو كمالي ارتبط بمظاهر الترف والذوق الفني الرفيع مثل العمائم والشمائل والأقمشة التي زينت بمختلف الألوان والمناظر, وتختلف المنسوجات باختلاف مادة النسيج, ومن المواد التي استعملت للنسيج "الصوف بأنواعه", وشعر الماعز, والوبر, والقطن والشاش, والكتان والحرير, وطريقة إعداد النسيج في المنطقة معروفة منذ القدم, واشتهرت نجران بجودة صناعته, وإتقانها, والحرص على أناقتها, وظلت محافظة على سمعتها في صدر الإسلام, فكان أغنياء الحجاز وغيرها من جزيرة العرب يتفاخرون بحصولهم عليها, ويلبسونها في أعيادهم ومواسمهم، ومن ذلك "البرد" المعروفة بـ(الحبر) النجرانية, وتعد من أغلى الملابس في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم, ولما قدم وفد نجران على الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا يتوشحونها, وربما كانت تؤدي الوظيفة التي تؤديها البشوت أو المشالح في الوقت الحاضر, ويروى أن الرسول صلى الله عليه وسلم سجي بواحدة من تلك الحبر.
ومع أن صناعة النسيج قد تراجعت كثيرا في منطقة نجران عما كانت عليه في صدر الإسلام فإن المنطقة لا زالت تنتج أنواعا من المفروشات, والأدوات, وبيوت الشعر, ويشيع استعمالها في بادية المنطقة, في حين يقتصر استعمالها في الحواضر نموذجا لتراث المنطقة العريق، وتزين المصنوعات الصوفية المعاصرة بزخارف متعارف عليه، ومنها:
( الصبر, والحامي, والحاجب, ونترة صغيرة, ونترة كبيرة, وبتحة, وفرخ, وغيرها).
ومن المنسوجات الصوفية التي ما زالت قائمة:
1 - المجرة : فراش صغير.
2- رداعة : فراش صغير.
3- الهدر : فراش طويل وعريض.
4- بساط : وغالبا ما يكون أسود.
5- الساحة : فراش.
6- الخرج : حاوية لحمل الأمتعة على ظهور الدواب.
7- البطانة : لتبطين بيوت الشعر.
8- العذر : للجمال.
9- قلائد : للخيول.
وبالرغم من تراجع صناعة النسيج وانحسار انتشارها, فإنها لا تزال تحظى بتشجيع متواصل من المؤسسات الحكومية ذات العلاقة للحفاظ عليه, وتطويرها, والتوسع في إنتاجها.
4. صناعة الجلود
تبرز الصناعة الجلدية في منطقة نجران أحد الجوانب الفنية التي مارسها سكانها منذ عصورها القديمة, واستخدمت الجلود من نواح كثيرة في حياتهم اليومية, وكانت صناعة الجلود تحظى بعناية خاصة وأهمية كبيرة فقد ذكر هشام بن الكلبي عن "كعبة نجران" أنها كانت قبة من أدم من ثلاثمائة جلد, ولعله الخبر الوحيد الذي يفيد باستعمال الجلود في عملية البناء, وربما تكون قد استخدمت بصفتها مواد إضافية لتزيين المبنى وزخرفته, وربما لتغطية أخشابه وحجارته, وقد استخدمت جلود البقر والجمال والغنم والماعز بعد دباغتها وتجهيزها, ومن أشهر الصناعات الجلدية الأحذية (الخف، النعال), وقرب الماء, والدلاء, والجراب لحفظ الأشياء الجافة, والمزاود، وهي أوعية للزاد والأمتعة, ومنها كذلك "العياب" وهي كبيرة، وتخزن بها الحبوب, ومنها أيضا صناعة "السروج" ومفردها "سرج"، وهو رحل الدابة (الخيول والبغال والحمير), ويتبعه "اللجام", "الرسن", ومن أبرز الصناعات الجلدية التي لا تزال قائمة حتى الآن:
1. الميزب : أداة تستعمل لحمل الطفل الرضيع, وتحمل على الكتف عند الحاجة, وتتم صناعتها بأساليب مختلفة, كما أنها مزودة بزخارف جميلة.
2. المسبت : وهو حزام من الجلد يحيط بالخصر, ويتفرع من الخلف إلى جزأين يوضعان على الكتفين, ثم يتقاطعان على الصدر على شكل (x), ثم يوصلان بالحزام في المقدمة, ويضم المسبت الحزام جيوبا يتسع كل منها لطلقة نارية واحدة, ويزين المسبت بزخارف فنية ذات ألوان متعددة. وهناك أحزمة خاصة بـ"الجنابي" و"الخناجر".
3. الزمالة : وهي حاوية كبيرة تستعمل لحفظ الأشياء الخاصة.
4. المسب : جراب لحمل الغذاء, ويحمل على الكتف بواسطة سير من الجلد.
5. العصم: جراب من الجلد صغير الحجم، له فتحة تقفل بسير من الجلد.
6.القطق: جراب أصغر من العصم, وتحفظ به القهوة.
إضافة إلى بعض المفروشات, والمقاعد الجلدية التي يتطلب إعدادها مهارات فنية، بالإضافة إلى العديد من الصناعات والحرف الشعبية التي كانت تلبي احتياجات أهالي نجران.
الأسواق الشعبية:
تشتهر نجران بأسواقها الشعبية التي تضم كافة السلع والمنتجات الأثرية والتراثية ومن هذه الأسواق:
السوق الشعبي ( الأدوات الشعبية والفخارية):
سوق متخصص ببيع المنتجات التقليدية والشعبية التي تشتهر بها منطقة نجران، يقع بالقرب من قصر الإمارة التاريخي، وهو عبارة عن محلات تجارية، ويتألف من مباني من الإسمنت المسلح شيد السوق على أرض مساحتها نحو4000 م2.
أسواق الجنابي:
يشكل سوق الجنابي في سوق الجنابي، بحي "أبا السعود التاريخي" أيقونة سياحية وثقافية لمنطقة نجران حيث يرتاده كل يوم المتسوقون من داخل المدينة والمحافظات التابعة لها بهدف البيع أو الشراء أو إصلاح خناجرهم ويشهد سوق الجنابي في مواسم الأعياد والإجازات الأسبوعية إقبالاً كثيفاً من المواطنين ونشاطاً متزايداً في عمليات البيع والشراء أو التجديد للجنابي . كما يرتاد سوق الجنابي الزوار من خارج المنطقة والسواح الأجانب للتعرف على ثقافة المجتمع المحلي وأزيائه الشعبية القديمة .
سوق النساء:
سوق تقليدي قديم مغطى بألواح الزنك مخصص لبيع المنتجات النسائية، ومن هنا اكتسب هذه التسمية، ويتميز بكونه السوق الوحيد المخصص ببيع المنتجات النسائية في المنطقة.